٢٠ ربيع الآخر ١٤٤٥ هـ
العلاقات السعودية الإسرائيلية
قبل محمد بن سلمان
بقلم الدكتور سعد الفقيه
يعتقد بعض المتابعين أن علاقة السعودية الحميميّة مع إسرائيل بدأت باستلام محمد بن سلمان السلطة، لكن الحقائق والوثائق تؤكد أن العلاقة قديمة منذ نشأة "المملكة العربية السعودية". وبقدر ما يظن البعض أن السعودية حين نشأتها كانت دولة عقائدية فإنها في الحقيقة دولة وظيفيّة خادمة للمشروع البريطاني أولا ثم الأمريكي، وتغطّت بغطاء الدين بذكاء وحنكة حتى أتى ابن سلمان فكشف هذا الغطاء "مشكورا" وأعلن انقلابه على الدين وتبعيته للصهاينة.
وقبل استعراض الوثائق بالتواريخ والصفحات والأسماء التي تكشف هذه العلاقة القديمة لا بد من سرد بعض الملاحظات في سياسة النظام السعودي التي تدل بجلاء على خدمة المشروع الصهيوني بشكل مباشر أو غير مباشر.
كانت الحكومة السعودية تتظاهر قبل أزمة الكويت (١٩٩٠) بمجاراة الدول العربية الأخرى، في اتخاذ موقف عدائي من إسرائيل والصهيونية. وحين انتهت أزمة الكويت تشجع النظام السعودي بتغيير لهجته تجاه القضية الفلسطينية بشكل تدريجي وهيأ لمحمد بن سلمان أن يعلن صُهيونيته بشكل صريح.
فمند أزمة الكويت والسعودية تمنع أي بيان أو فتوى أو تبرعات اهلية لفلسطين، كما تمنع المظاهرات والتجمعات والمهرجانات والنشاطات المشابهة، وتمنع استخدام المسلمين القادمين للحج والعمرة من استخدام هذا التجمع لصالح القضية الفلسطينية. هذا فضلا عن أن السعودية تعهدت صارما وقطعيّا بعدم استخدام سلاح النفط أو المال في أي مواجهة للعرب أو الفلسطينيين مع إسرائيل.
سخرت الحكومة السعودية إعلامها للتأثير على عقول الناس وقلوبهم لمبدأ التطبيع مع إسرائيل بحيل كثيرة أخطرها البرامج التفاعلية في الفضائيات. وفي مقدمة من خدم ذلك منذ التسعينات صحيفة الشرق الأوسط والقنوات الفضائية وعلى رأسها MBC. كما سخرت السعودية مؤسساتها الدينية لنفس الغرض وانتزعت من الشيخ ابن باز رحمه الله فتوى بمشروعية اتفاق أوسلو اقتداء بصلح الحديبية.
كما سخرت نفوذها السياسي لإنجاح مؤتمر مدريد ثم أوسلو ثم وادعي عربة، وما تلاها من خطوات خضوع للكيان الصهيوني ثم المبادرة العربية التي أريد لها أن تجرد الفلسطينيين من حق العودة ومن القدس. كما أصدرت الحكومة السعودية البيانات في إدانة المقاومة الفلسطينية في كل مواجهة تحصل مع إسرائيل، وجعلت إمكاناتها المادية في خدمة السلطة الفلسطينية العميلة لأن أول مهماتها قمع المقاومة، فضلا عن أنها دعمت مصر دعما كاملا في حصار غزة بعد أحداث ٢٠٠٧.
على مستوى العلاقات الشخصية احتفظ الملك فهد بعلاقات خاصة مع شخصيات قيادية في إسرائيل من خلال عدنان خاشقجي، واحتفظ الملك عبد الله بعلاقاته معهم من خلال عادل الجبير، وأما الملك سلمان فقد كانت له علاقات حميمية مع الصهاينة منذ الثمانينات من خلال شخصين يعتبران أخطر صهاينة السعودية وهما عثمان العمير وعبد الرحمن الراشد.
نماذج من الوثائق
دعم أمريكي لعبد العزيز مقابل تخليه عن فلسطين
وثائق البيت الأبيض السرية: "واجه عبدالعزيز محنة صعبة هددت العرش السعودي نتيجة انخفاض عائدات الحج والإسراف والتبذير الذي سببه حكمه الفوضوي والفردي والعشوائي. وذكرت الوثائق أن الحكومة الأميركية تدخلت لإنقاذ العرش السعودي مالياً مقابل تنازلات تعهد عبدالعزيز للرئيس الأميركي هاري ترومان أن لا تشارك المملكة السعودية أبدًا في أية حروب يشنها العرب ضد إسرائيل لاستعادة فلسطين. (المصدر: مجلة نيوزويك وصحيفة الواشنطن بوست، 17 فبراير (شباط) 1992.
إسرائيل تفزع للسعودية ضد مصر أيام جمال عبد الناصر لو هاجمها
هيرش غودمان مقالا في صحيفة الجيروزاليم بوست في (12/10/1980) "كان هناك تفاهم واضح في المرحلة الأولى للتحالف الأميركي-الإسرائيلي، وخصوصا في الفترة 1967-1973 تقوم إسرائيل بموجبه بالتدخل بالنيابة عن أميركا إذا حدثت تغييرات في الأوضاع القائمة في الشرق الأوسط. أما المثال المهم فيتعلق بإدراك آل سعود في الفترة 1967-1973 أنه إذا تحرشت مصر بالمملكة السعودية القليلة السكان والمُتخمة بالمال والمؤيدة للغرب بشدة فإن حكام السعودية يعرفون أن إسرائيل ستتدخل للدفاع عنهم لحماية المصالح الغربية"
ضباط المخابرات من الجهتين يلتقون بانتظام
وفي مايو 1994 نشر خبيرا شؤون المخابرات يوسي ميلمان ودان رافيف بحث "الأصدقاء بالأفعال: أسرار التحالف الإسرائيلي- الأمريكي" جاء فيه: "كان السعوديون رسميًا علنيًا في حالة حرب مع إسرائيل. إلا أن صانعي القرار في إسرائيل كانوا يدركون أن المملكة السعودية دولة معتدلة ومؤيدة للغرب، وأنها - رغم استخدامها الخطاب المعادي لإسرائيل - كانت على اتصال مستمر مع إسرائيل. ففي حقل المخابرات التقى ضابط العمليات في المخابرات الإسرائيلية (الموساد) مع ضباط أمن ومخابرات الأسرة المالكة السعودية عددًا كبيرًا من المرات وتبادلوا وجهات النظر حول الطرق الواجب تطبيقها لإضعاف القوى الدينية الأصولية في منطقة الشرق الأوسط. أما المخابرات المركزية الأمريكية فكانت دومًا على علم بالاتصالات السرية السعودية- الإسرائيلية وشجعتها باستمرار"
تأكيد علاقة أيام سعود وفيصل بعد حرب اليمن الأولى ١٩٦٢
وذكر الباحث ألكساندر بلاي من معهد ترومان في مقال كتبه في مجلة العلوم السياسية الفصلية "جيروزاليم كوارترلي" تحت عنوان "نحو تعايش إسرائيلي - سعودي سلمي“ قال فيه: ”إن المملكة السعودية وإسرائيل قامتا ببناء علاقة حميمة وكانتا على اتصال مستمر في أعقاب حدوث ثورة اليمن عام 1962 بهدف ما أسماه "منع عدوهما المشترك" - أي عبدالناصر - من تسجيل انتصار عسكري في الجزيرة العربية" وقال في موضع آخر ” أنه أجرى مقابلة مع السفير الإسرائيلي السابق في لندن أهارون ريميز (1965 - 1970) الذي أعلمه أن الملك سعود والملك فيصل كانا على علاقة حميمة مع إسرائيل وعلى اتصال وثيق معها“
خاشقجي التقى كيمحي رئيس المخابرات ومناحيم بيجن وشمعون بيريز رؤساء وزراء سابقين
مقابلة خاشقجي مع صحيفة "هاؤلام هازيه" الإسرائيلية (15 نيسان (أبريل) 1987) ذكر الخاشقجي أنه التقى بالمدير العام لوزارة الخارجية الإسرائيلية دافيد كيمحي لأول مرة في باريس حين أصبح كيمحي رئيساً لمخابرات الموساد في أوروبا، وأنه التقى وتعرف وتشارك تجاريا مع آل شويمر الذي كان يعمل مديرًا لمصانع الطائرات الإسرائيلية حيث قام بتعريفه على السياسيين الإسرائيليين . كما ذكر أنه التقى بِمناحيم بيغن في نيويورك فور التوقيع على اتفاقية كامب ديفيد في أيلول (سبتمبر) 1978، والتقى بشمعون بيريز مرتين ، مرة بصفته رئيسا لحزب المعارضة، ومرة كرئيس للوزراء ، والتقى في صيف عام 1982 في مزرعته بكينيا مع وزير الدفاع الإسرائيلي أرييل شارون الذي كان في طريقه لزيارة رسمية لزائير
خاشقجي يخبر الإسرائيليين أنه موثوق لدى الملك فهد ومفوّض من قبله وله علاقة قوية ببندر
وذكر الباحث صموئيل سِيفاف في كتابه الوثائق السرية الإسرائيلية أن الخاشقجي أعلم المسؤولين الأمريكيين والإسرائيليين الذين التقى بهم بأنه يحظى على ثقة الملك فهد والأمير سلطان وزير الدفاع وأن السفير السعودي في واشنطن بندر بن سلطان عرف الخاشقجي على روبرت ماكفرلين مستشار الرئيس ريغان لشؤون الأمن القومي وأن الخاشقجي بدأ بإرسال تقارير مخابرات دورية لمَاكفرلين عن الأوضاع في الشرق الأوسط وتحليلها وتقييمها. وأن الخاشقجي كان مؤمنًا ومعجبًا جدًا بقدرات إسرائيل العلمية والتكنولوجية وقال أثناء لقاءاته مع الإسرائيليين أنه يأمل أن تتمكن إسرائيل من التأثير على السياسة الأمريكية في الخليج.
خاشقجي يلتقي مبعوث شمعون بيريز في لندن ثم يقدم خطة للحكومة الإسرائيلية أسماها "مارشال الشرق الاوسط"
وذكر الباحث صموئيل سِيفاف في بحثه (الوثائق الإسرائيلية السرية) أن الخاشقجي التقى مع مبعوث لبيريز في لندن، ثم قابل عرفات ومبارك والملك حسين وانتهت جولته في واشنطن حيث التقى بِروبرت ماكفرلين مستشار الأمن القومي في إدارة ريغان ويوم 17 مايو 1983 قدم الخاشقجي تقريرًا سريًا مؤلفًا من (47) صفحة للحكومة الإسرائيلية يحتوي على تفاصيل مباحثاته في تلك الدول، واقترح في تقريره إنشاء برنامج تطوير اقتصادي للشرق الأوسط يشبه خطة "مارشال" واقترح أن تدفع الولايات المتحدة والمملكة السعودية والكويت مبلغًا وقدره (300) مليار دولار للاستثمار في إسرائيل والدول العربية التي تقبل عقد سلام معها وذكر الباحث أن الخاشقجي كان يحصل على موافقة الملك فهد على كل خطوة يقوم بها مقدمًا، وأنه كان يعتقد أن العرب والإسرائيليين يستطيعون نفي حدوث المحادثات إذا فشلت (الصفحات 336-338).
الدعم السعودي لفلسطين وسوريا لكف شرهم وليس دعمًا حقيقيًا
وذكر الباحث صموئيل كذلك أن عملاء المخابرات الإسرائيلية نصبوا شبكة أمنية إلكترونية في يخت الخاشقجي المدعو "نبيلة" لحمايته (الصفحات 9 - 10). وأضاف الباحث: اعترف الخاشقجي أن آل سعود مضطرين لدفع بعض الأموال للفلسطينيين والسوريين إلا أنه أكد أن ذلك يشبه دفع صاحب حانوت لتكاليف الحماية لأن الحانوت يقع في مكان ليس فيه مخفر شرطة يحميه وقال إنه شكلت لجنة أبحاث في شركته التي تدعى "تراياد" في كاليفورنيا وأوكل إليها مهمة عمل خطة تنمية لكامل المنطقة بما في ذلك إسرائيل يتم تمويلها من عوائد النفط (الصفحات 229 - 230)
فهد التقى وزير الدفاع الإسرائيلي في إسبانيا
جاء في "تقرير الشرق الأوسط الذي صدر في" (10/6/1978) أن راديو إسرائيل نقل عن جريدة "لوماتان" الفرنسية قولها إن وزير الدفاع الإسرائيلي عيزرا وايزمان التقى سرًا بولي العهد السعودي الأمير فهد في إسبانيا أثناء رحلة سرية قام بها وزير الدفاع الإسرائيلي لأوربا في تلك الفترة. وقد حضر اللقاء زبيغنيو بريجينسكي مستشار الأمن القومي في عهد الرئيس الأميركي كارتر
الملك الحسن الثاني في المغرب هو الذي رتب اللقاء
وذكرت مجلة التايم الأمريكية (14/8/1978) تحت عنوان "موعد إسرائيلي في المغرب" أن الملك الحسن حث رابين على البدء بلقاء السعوديين الذين يمولون الاقتصاد المصري. وقد وافق رابين على الفكرة ووافق الأمير فهد على اللقاء وقام الملك الحسن فعلا بترتيب ذلك اللقاء.
فهد استخدم الفلسطيني (ن د ن) الذي يحمل الجنسية السعودية للتواصل نيابة عنه مع إسرائيل
أجرت صحيفة الجيروزاليم بوست الإسرائيلية (23/6/1994) مقابلة مع ضابط المخابرات الإسرائيلي سيتون كشف خلالها أن ولي العهد السعودي في وقته الأمير فهد سعى لإجراء اتصالات سرية مع إسرائيل بغية الوصول إلى تفاهم بين البلدين، وأنه استخدم لهذه الغاية مبعوثا فلسطينيا أرسله لمقابلة موشي دايان وزير الخارجية. وقد أجرت الصحيفة المذكورة مقابلة مع المبعوث السعودي الذي يدعى ن د ن وهو صحفي فلسطيني معروف ومقرب من السعوديين. وقد اعترف ن د ن بالحادثة للصحيفة وقال أنه التقى بالكولونيل سيتون في عام 1976 ثم سافر إلى الرياض لمقابلة ولي العهد فهد الذي سلمه رسالة شفهية سرية إلى وزير الخارجية الإسرائيلي موشيه دايان بخصوص العلاقات بين البلدين . وقال إنه حين وصل إلى القدس المحتلة احتفى الإسرائيليون به ، وأنه أعلمهم أنه يحمل رسالة شفهية سرية من ولي العهد فهد.
السعودية تعرض على إسرائيل الانسحاب من أراضي 1967 مقابل أموال
وقالت مجلة هعولام هزيه بتاريخ 1980/26/10 أن السعودية بعثت رسالة إلى إسرائيل حملها وزير الخارجية التونسية محمد المصمودي عام 1976 واشتملت الرسالة على اقتراح من الحكومة السعودية ينص على منح إسرائيل مبالغاً طائلةً من الأموال مقابل انسحابها من الأراضي المحتلة
حسني مبارك يقول ان فهد هو الذي شجعه على علاقات مع إسرائيل
وذكرت جريدة علهمشمار بتاريخ 1987/11/17 أن الرئيس المصري حسني مبارك أبلغ وزير الطاقة موشيه شاحل أن الملك فهد ملك السعودية هو الذي شجعه على تعزيز علاقات السلام مع إسرائيل.
السعودية هي التي ضغطت على عرفات للاعتراف بإسرائيل ونبذ العنف
ونقلت جريدة "هآرتس" الإسرائيلية الصادرة في نفس التاريخ عن السفير السعودي في واشنطن أن السعودية تضغط على منظمة التحرير الفلسطينية وخاصة على زعيمها ياسر عرفات لإصدار بيان تعترف فيه بإسرائيل وقال بندر إن السعودية اقترحت على عرفات إصدار البيان من خلال التطرق إلى قرار التقسيم الدولي رقم (181). وقالت الجريدة إنه جاء في
بندر بن سلطان يقول لِزعماء يهود: السعودية ضد دولة فلسطينية مستقلة
تقرير مفصل وصل إلى القدس حول اجتماع السفير بندر مع مجموعة من الزعماء اليهود، وأن السفير قال أن السعودية غير مستعدة للقبول بالحل المبني على إقامة دولة فلسطينية مستقلة وأنها ستؤيد فقط إقامة اتحاد كونفدرالي بين الأردن الفلسطينيين.
بندر بن سلطان يقول لِزعماء يهود: السعودية ليس لديها اعتراض على قمع الفلسطينيين
وذكرت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية بتاريخ 19/11/91 أن السفير السعودي في واشنطن الأمير بندر بن سلطان التقى مع مجموعة من زعماء الجالية اليهودية في نيويورك في منزل المليونير اليهودي تسفي شلوم ووصف الحضور هذا الاجتماع بأنه عقد في جو ودي للغاية وأن السفير السعودي أكد أن الرياض ليست لديها تحفظات على سياسة إسرائيل في مواجهة العنف في المناطق المحتلة وأن السعودية تبذل جهودًا جبارة لإقناع منظمة التحرير الفلسطينية بوجوب الاعتراف بدولة إسرائيل. وأشارت الصحيفة إلى أن اجتماعاً آخر كان قد عقد قبل ثلاثة أشهر، بين الأمير بندر بن سلطان وشخصية يهودية مرموقة في منزل أحد السفراء العرب، في واشنطن. وأكد بندر إنه يلتقي بالزعماء اليهود ممثلاً عن الملك فهد. وأن بلاده تعتبر نفسها الآن "قابلة" قانونية تعمل لتوليد المسيرة السلمية
بندر متحمس جدا لإزالة حالة العداء مع إسرائيل والضغط على سوريا
وصرح رئيس المؤتمر اليهودي العالمي هنري سيغمان في أعقاب الاجتماع بأن اجتماعات عديدة جرت خلال العام الحالي، وخاصة خلال حرب الخليج ضمت الأمير بندر والعديد من زعماء الجاليات اليهودية الأمريكية وأكد سيجمان أن الأمير بندر يقوم الآن بدور مشابه تماماً، وذلك خلال العملية السلمية في الشرق الأوسط حيث كان من بين الحضور في مؤتمر مدريد، ويعمل بكل طاقاته من أجل الحفاظ على مشاركة سوريا في المفاوضات المباشرة، ووصف سيجمان اللقاء بأنه بداية لفتح قناة اتصال جديدة مع الجانب العربي. وأكد بأن زعماء الجاليات اليهودية الأمريكية لا يرغبون في إدارة المحادثات نيابة عن إسرائيل إلا أن الحقيقة أن سفير السعودية وافق على لقاء مؤيدي دولة إسرائيل علناً والاستماع إلى مواقفهم .
فهد مستعد لتمويل مشاريع إسرائيل عربية مشتركة
وعلق الراديو الإسرائيلي في نفس التاريخ 19/11/91 على الاجتماع بقوله: إن الأمر الوحيد الذي يمكن للسعودية تقديمه للمسيرة السلمية هو المال وهذا ما ترغب السعودية في تقديمه الآن. لقد علم بأن الملك السعودي فهد، أوضح مؤخراً للإدارة الأمريكية بأن بلاده وباقي دول الخليج على استعداد لتمويل مشاريع مشتركة إسرائيلية عربية في إطار المحادثات الإقليمية متعددة الأطراف. ويدور الحديث هنا، حول مشاريع تحلية مياه البحر والطاقة والتخطيط المشترك والسياحة. وأشار الراديو إلى أن المصادر العربية التي ذكرت ذلك في واشنطن، أشارت إلى أن الحديث يدور حول تقديم مليارات الدولار شريطة أن تقوم الولايات المتحدة بالتخطيط لهذه المشاريع التي من شأنها تقريب القلوب، وخلق مصالح مشتركة بين إسرائيل والدول العربية.
السعودية استقبلت وفدًا إسرائيليًا بسرية
وذكرت الشعب المقدسية في عددها الصادر يوم 92/11/2 أن الرياض استقبلت وفداً أمريكياً إسرائيلياً بسرية تامة وقد أشرف بندر نفسه على ترتيب هذه الزيارة بعد أن حصل على ضوء أخضر من القصر الملكي وقد طلب من الإسرائيليين استخدام جوازات سفر غربية ويعتبر الوفد من أنشط عناصر الحركة الصهيونية على الساحة الأمريكية. واستمرت الزيارة 3 أيام وقد تشكل الوفد من: روبرت لينتون (رئيس المؤتمر اليهودي الأمريكي)، هوارد سكو آدرون (عضو اللجنة التنفيذية للمؤتمر)، هنري سيغمان (المدير التنفيذي للمؤتمر)، أوري ماغنس (دكتور في علم النفس وضابط اسرائيلي كبير)، أشرين هاغام (مهندس في الصناعات الحربية الإسرائيلية)، إيلعَاند عِبرانيل (من المخابرات الإسرائيلية)، يعقوب منير (خبير اقتصادي من حزب الليكود)، جون شيفرون (يهودي أمريكي ومن كبار المساهمين في شركة إكسون الأمريكية النفطية). وقد ترأس الوفد الإسرائيلي ديفيد قمحي.وقد تقدم الوفد بعدة مطالب وهي: الضغط على الدول العربية للتعجيل بإلغاء المقاطعة العربية، واستخدام نفوذ المملكة، من أجل الحد من حالة التطرف الإسلامي، وقف دعم حركة حماس وقطع المساعدات المالية عن الانتفاضة، العمل من خلال أصدقاء المملكة على وقف العمليات العسكرية في لبنان، وطلب ديفيد قمحي من الملك فهد استخدام نفوذه الشخصي الكبير من أجل إطلاق سراح الطيار الإسرائيلي رون أراد في لبنان
النفط السعودي يُباع لإسرائيل بشكل غير مباشر
وكتب ألكساندر بلاي مقالا في مجلة فصلية تدعى "جيروزاليم كوارترلي" تحدث فيه عن عمليات بيع النفط السعودي لإسرائيل ، وذكر أن النفط يغادر الموانئ السعودية وما أن يصل إلى عرض البحر حتى يتم تغيير مسار ناقلة النفط وتفريغ حمولتها في عرض البحر وتزييف أوراقها وتحويل حمولتها إلى الموانئ الإسرائيلية.
وأكدت ذلك مجلة الإيكونوميست البريطانية بقولها أن إسرائيل تقوم بحماية النفط السعودي الذي يضخ من ميناء ينبع في البحر الأحمر، وأن إسرائيل تقوم بذلك عملا باتفاق سري إسرائيلي-سعودي-مصري، تحمي إسرائيل بموجبه القطاع الشمالي وتحمي مصر القطاع الجنوبي والغربي مقابل حصولهم على مساعدات سعودية مالية.
صفقة الكونترا والفلاشا (تهريب اليهود الإثيوبيين لإسرائيل)
ذكر الباحثان الإسرائيليان يوسي ميلمان ودان رفيف في كتابهما ”كل جاسوس أمير“ يتحدثان بإسهاب وتفصيل عن دور خاشقجي في صفقة الكونترا وتهريب الأسلحة الإسرائيلية لإيران وصفقة تهريب يهود الفلاشا
شراء خزانات الوقود من إسرائيل
قال الكاتبان الأمريكيان ليزلي وأندرو كوبورن في كتابهما "العلاقات السرية الأمريكية-الإسرائيلية" إن خزانات الوقود الإضافية التي اشترتها المملكة السعودية لطائرات إف-15 بهدف تمكينها من التحليق لفترات أطول صنعت في مصنع خارج تل أبيب تابع لشركة "صناعة الطائرات الإسرائيلية". (كوبورن، صفحة 195).
وأكد الباحث أليكساندر بلاي من معهد ترومان للأبحاث في مقاله "نحو تعايش إسرائيلي ـ سعودي" نفس الكلام في مجلة "جينز” البريطانية المختصّة بالشؤون العسكرية 21/7/1984
تأكيد لشراء السعودية سلاح من إسرائيل من مصدر آخر
ونشر ضابط المخابرات الإسرائيلية (الموساد) فيكتور أوستروفسكي كتابا طلب إسحق شامير من الحكومة الكندية منع نشره أكد فيه أن المملكة السعودية تشتري كمية كبيرة من الأسلحة المصنوعة في إسرائيل، وقد ذكر في كتابه : "علمت من القسم المسؤول عن السعودية في الموساد أن إسرائيل تبيع عبر دولة وسيطة خزانات وقود للطائرات السعودية المقاتلة لتمكينها من الحصول على مزيد من الوقود لإطالة الرحلة إذا اقتضت الحاجة لذلك. كما أن إسرائيل تعاقدت مع الولايات المتحدة لتزويدها بذات النوع من خزانات الوقود.كما أن خزانات الوقود ليست الشيء الوحيد الذي بعناه للسعوديين بهذه الطريقة فقد بعناهم أشياء أخرى كثيرة. إن السعودية سوق كبير ولا يمكننا تجاهله" (الصفحات 123-124).
منصات توماهوك من إسرائيل
وكتب ستِيف رودان في صحيفة الجيروزاليم بوست (17/9/1994) أن السعودية اشترت باسم واشنطن أثناء حرب الخليج من تل أبيب منصات لإطلاق صواريخ "توماهوك", وقذائف متطورة قادرة على اختراق الدروع, وطائرات استطلاع جوي بلا طيار وأجهزة ملاحة. كما أن الشركات الإسرائيلية تقوم بتطوير طائرة إف-15 وتصنيع بعض أجزائها. وبعد حرب الخليج زودت السعودية بأربعة عشر جسرًا عسكريًا صنعتها شركة "تاس" للصناعات الحربية الإسرائيلية.
مناظير وجسور ومعدات لزرع الألغام من إسرائيل للسعودية
وأكد ذلك الباحثان مليمان ورافيفإن في كتابهما حيث قالا إن إسرائيل شحنت إلى المملكة السعودية في عام 1991 مناظير للرؤية الليلية وجسورا متحركة ومعدات لزرع الألغام ومعدات حربية متنوعة أخرى. وقد أمر الجنرال شوارزكوف قائد القوات الأمريكية في السعودية بإزالة جميع الكتابات العبرية المنقوشة على الأسلحة حتى لا يكتشف أحد منشأها (الصفحة 401).
قطع النفط عن اسرائيل في حرب اكتوبر ١٩٧٣
لم يقطع النفط عن أمريكا في 1973 بل:
لم يكن هناك قطع بل تقلصت الإمدادات ٢٥٪ فقط
اضطرت السعودية لاتخاذ القرار بعد قطع عدة دول عربية للنفط قطعا كاملا عن أمريكا
التقليص كان فقط على النفط الذي يذهب مباشرة لأمريكا، وليس ما يصلها مرورا بدول أخرى
ضمنت السعودية أن الأساطيل الأمريكية التي كانت تعتمد على النفط السعودي لن تتأثر بهذا التقليص
قفزت أرباح شركات النفط الأمريكية عدة أضعاف مما ساهم بضخ المزيد من الضرائب لصالح الحكومة الأمريكية
هنا دراسة تفصيلية لأسطورة قطع النفط : قطع النفط عن أمريكا: القصة الكاملة