١٩ شعبان ١٤٤٤ هـ
المستلزمات الأساسية للتغيير التاريخي
بقلم الدكتور سعد الفقيه
ثمة فرقٌ كبير بين التغيير السياسي المحدود والتغيير التاريخي الذي يُقوِّض منهجَ الحكم من أساسه ويضع محلَّه نظامًا ومنهجًا مختلفًا. هذه التغييرات التاريخية الكبرى لا تتم بانقلاب عسكري، ولا باغتيال حاكم واستلام حاكم آخر، ولا بانتفاضة عابرة، بل تتم بصراع سياسي واجتماعي وفكري طويل يُدفَع فيه ثمن باهظ من التضحيات والدماء.
التغيير التاريخي عادةً يحصل إما في وجه فساد واستبداد وظلم أو ضد احتلال أو نهوض من ذل وضَعف إلى عز وتمكين. والتغيير التاريخي بهذا المعنى لا بد أن تتوفر لتنفيذه مجموعة من المتطَلبات التي لو غاب أيٌّ منها استحال هذا التغيير. هذه المتطلّبات هي: الطليعة المُضحية، والحاضنة الاجتماعية، والرؤية (المبادئ)، والروَّاد (القيادة). وإضافة إلى ذلك لا بد من مرور زمن كافٍ لإحداث التغيير وتحمُّل الانتكاسات قبل الانتصار النهائي.
الطليعة المُضحية
من اليقينيات التي يتفق عليها علماء التاريخ والاجتماع أن الطليعة المُتصدّية للتغيير ليست المجتمع كلَّه ولا نصفَه ولا ربعَه، بل هي فئة قليلة ربما لا تزيد عن مئات أو بضعة آلاف. هذه الفئة هي التي أنتجت التغييرات الكبرى في التاريخ بدءًا من رسالات الأنبياء ومرورًا بكل الثورات الكبرى في التاريخ مثل: الثورة العباسية والفرنسية والأمريكية والروسية وغيرها.
وقد وفَّر لنا القرآن معرفة صفات هذه الفئة في قصة "الملأ من بعد موسى" حيث تبين أنها صفوة من صفوة من صفوة.
الصفة الأولى: أنها لا يُمكِن أن تخرج من شعبٍ غلب عليه الذل والهوان، بل لا بد من فترة تحدّيات طبيعية أو بشرية تصنع هذه الفئة؛ ولذلك حين أمر موسى قومَه بدخول الأرض المقدسة رفضوا وجَبُنوا قالوا: {اذهب أنت وربك فقاتلا إنا ههنا قاعدون}. فبنو إسرائيل الذين عاشوا مئات السنين تحت حكم الفراعنة ألِفوا الذل ولم يكن بينهم طليعة ولو صغيرة تتصدى للتضحية، وليسوا مؤهَّلين للاستجابة لنداء التغيير، ولذلك قضى الله أن يعيشوا في التيه أربعين سنة حتى تتشكل هذه الطليعة. ورغم المعجزات العظيمة التي وُهبت لموسى -عليه السلام- فلم يُرِد الله للمعجزات أن تكون سببا في النصر والتمكين، بل لا بد من أن يكون النصر بطبيعة بشرية وجهد بشري.
الصفة الثانية: أن هذه الفئة هي التي تبادر بالسعي إلى التغيير بعد أن كانت القيادة الراشدة تحث المجتمع أن يخرج منه مَن يُبادر فلا تجد من يستجيب. وقد أشار القرآن إلى ذلك في قوله تعالى: {ألم تر إلى الملأ من بني إسرائيل من بعد موسى إذ قالوا لنبي لهم ابعث لنا ملكا نقاتل في سبيل الله}، أو أنها تستجيب سريعا للانخراط في أي عمل للتغيير كما حصل في الدعوة المحمدية أو الثورات العالمية الكبرى.
الصفة الثالثة: أن هذه الفئة ستمرّ بعد انطلاقها بمزيد من التصفيات ويتخلى قوم وينسحب آخرون، وهو ما أكده القرآن في القصة نفسها حين أشار إلى اختبار التكليف بالقتال، ثم اختبار القبول بِطالوت ملكا، ثم اختبار الشرب من النهر، ثم الاختبار النهائي في مواجهة جيش جالوت. ومثل هذا حصل في كثير من الثورات الكبرى في التاريخ فانسحب قوم وانقلب آخرون، ولعل الذين تابعوا أخبار الربيع العربي رأوا هذا بأنفسهم.
الصفة الرابعة: أن الفئة التي نتجت عن التصفية الأخيرة تكون متشربة بعمق ونقاء مَبادئ التغيير والاستعداد الكامل للتضحية، وهذا كله يعتمد على منهج ورؤية واضحة. ولم تنجح أي ثورة كبرى في التاريخ دون أن تكون الطليعة المضحية متماسكة في رؤيتها العامة ومنهجها. ولا يعني هذا أن الذين تردّدوا قد تخلوا، بل قد شهد لهم القرآن بالإيمان في قوله تعالى: "فلما جاوزه هو والذين آمنوا معه قالوا لا طاقة لنا اليوم بجالوت وجنوده"، فالذين نجحوا في اختبار النهر شهد لهم القرآن بالإيمان ومع ذلك قالوا: لا نَستطيع مقاتلة الأعداء. لكن الفئة التي نتجت عن التصفية الأخيرة كانت لديها درجة متقدمة على إيمان هؤلاء وهو اليقين بملاقاة الله، كما جاء في قوله تعالى: "قال الذين يظنون أنهم ملاقو الله كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله والله مع الصابرين".
الصفة الخامسة: هي الصبر والجلد وطول النفَس، والاستعداد للانتكاسات والصعوبات. وكان خير البشر وأكثرهم توفيقا ونصرة من عند الله وأرجَحهم عقلا وأفضلهم قيادة هو محمد ﷺ، ومع ذلك استغرق معه المشروع حتى تأسيس نواة دولة صغيرة ثلاثة عشر عامًا ثم ثمانية أعوام أخرى إلى فتح مكة.
الصفة السادسة: أن التنسيق والتنظيم ليس ضروريا لنجاح هذه الفئة،و إن كان هو الأنجع والأنجح؛ فقد تكون جماعة منظمة أو سابقة التنسيق مثلما حصل في الثورة العباسية والثورة الإيرانية والثورة الروسية، وقد لا تكون منظمة ولا سابقة التنسيق كما حصل في الثورة الفرنسية والثورة الأمريكية وثورات الربيع العربي. والفرق بينهما يؤثر في طبيعة التغيير' لأن الفئة المنظمة تملك توقيت المبادرة وتستطيع إدارة عملية التغيير بعد انطلاقه بينما الفئة غير المنظمة يُفرض عليها التغيير بحدث قدري وعادة يفلت منها زمام السيطرة بعد الانطلاق.
الحاضنة الاجتماعية
لا يمكن أن تنجح الطليعة المضحية دون أن تدعمها حاضنة اجتماعية توفر لها غطاءً عند التحرك الأول وتقف معها عند لحظة الحسم. هذه الحاضنة ليست نسيجًا واحدًا، بل هي دوائر متدرجة في قناعتها ودعمها للطليعة، تبدأ بالدائرة القريبة من هذه الفئة التي تؤمن بمبادئها لكن ليس لديها التضحية الكافية، ثم الدائرة التالية التي تتعاطف مع دعوتها وتتمنى نجاحها دون تشرب لمبادئها، ثم الدائرة الأخيرة التي تحترم هذه الفئة وتنظر لها بشيء من التقدير. هذا مع استحضار أن في المجتمع من يخون ويغدر ويكون أداة لحكم الطاغية.
في الفترة المكية لم تكن هذه الحاضنة موجودة بكثافة ظاهرة ،فقد كان لعصبية بني هاشم وموقف بعض الشخصيات القوية أمثال أبي طالب وابن جدعان والمطعم بن عدي مواقف مذكورة،ولكن الأكثرية كانوا على الضد.
ورغم قوة وإخلاص وتماسك الفئة القليلة التي مع النبي ﷺ ولم تتوفر هذه الفئة إلا بعد الهجرة ولذلك لم تتوسع الدعوة في تلك الفترة. وبعد الهجرة كان في المجتمع المدني المؤمنون المخلصون وكان فيه المنافقون وكان فيه اليهود، فلم يكن المجتمع كله مع النبي صلى الله عليه وسلم لكن الحاضنة كانت كافية لانطلاق الفتوحات وتوسيع النفوذ.
وكان عرضُ النبي نفسَه على القبائل قبل أن يهاجر إلى المدينة، وقوله: "من ينصرني حتى أبلغ رسالة ربي" دليلًا على أهمية الحاضنة الاجتماعية، ودليلًا أن الغالب في مجتمع مكة كان معاديًا له كما قال: "فإن قريشا قد منعوني أن أبلغ كلام ربي"، في إدراكٍ منه ﷺ لأهمية الحاضنة الاجتماعية.
ومثلما لا تستطيع الطليعة المضحية أن تصنع التغيير دون حاضنة اجتماعية فإن الحاضنة الاجتماعية لا تستطيع أن تُطلِق التغيير دون طليعة مبادِرة ومضحية. وعودة إلى قصة "الملأ من بعد موسى"، فإن الذين فشلوا في الاختبارات ليسوا ضد الطليعة التي صنعت النصر، بل هم إما مؤيدون أو متعاطفون أو على الأقل يتمنون انتصارَ هذه الطليعة.
ومما ينبغي التنبيه له أن تقدير حجم الحاضنة الاجتماعية قد يكون صعبا بسبب الجو العام الذي صنعه المستبد ولا تتبين الصورة إلا بعد انطلاق عملية التغيير، وذلك لأن طول أمد المستبد يؤدي إلى سيطرة مؤسساته القوية على الدولة والمجتمع، وإلى كثرة الشخصيات الطفيلية المعتمدة على وجوده، وإلى تغلغل المفاهيم المعظِّمة له والمشوِّهة لخصومه في أذهان الناس.
هذه العوامل تؤدي إلى صورة انطباعية في أذهان الناس أن الشعب كله مع المستبد ومع النظام القائم، وغالبًا لا يمكن تغيير هذه الصورة إلا بعد كسر الحواجز ومبادرة الطليعة المُضحية بالمواجهة كما حصل في ثورات الربيع العربي.
الرواد والقيادة
قد تنجح بعض الانقلابات والانتفاضات العابرة بقيادة شخص محدود القدرات الفكرية والعقلية، لكن لا يمكن أن ينجح التغيير التاريخي إلا بقيادة استثنائية في مواصفاتها أو مجموعة من الرواد المتميزين يُكمِّل بعضُهم بعضًا. هؤلاء الرواد يكون بينهم الكاتب الموهوب أو الشاعر أو الخطيب أو السياسي المحنك أو المتقن للتنظيم والحيل النفسية والاستخبارية أو غير ذلك.
والقادة ولو كانوا عظماء مثل الأنبياء فإنهم يختارون من أتباعهم مَن يحسن هذه التخصصات، وقد كان حول النبي ﷺ من كبار المستشارين أمثال أبي بكر وعمر وغيرهما، ومن الشعراء حسان وابن رواحة، ومن القيادات العسكرية أبو عبيدة وخالد بن الوليد، ومن المهمات الخاصة محمد بن مسلمة، ومن رجال الاستخبارات حذيفة بن اليمان -رضي الله عنهم أجمعين-
وهذا الأمر مُطّرد في كل الثورات الكبرى، بدءاً بالثورة العباسية ومرورا بثورة كرومويل والثورة الفرنسية والثورة الأمريكية وانتهاء بالثورة الإيرانية.
ولكن حتى مع القيادة العظيمة قد لا يحصل التغيير المنشود إذا لم توجَد الطليعة المضحية، كما في حالة موسى -عليه السلام- وقد أراد الله لموسى أن تُصنَع شخصيته كقائد عظيم، ومع ذلك لم يتحقق التغيير في زمانه، فقد كتب الله له أن ينشأ في بيت فرعون حتى يعيش في بيئة عز الملوك ولا يعيش بيئة الذل الذي أصاب قومه، وألقى عليه محبة منه، فكان كل مَن يراه يحبه، فجمع بين الهيبة والمحبة، وساق له المعجزات، ومع ذلك لم يحصُل التغيير إلا بعده بأربعين سنة حين ظهر جيل في الصحراء غُسل عنه أدران الذل والخنوع.
الرؤية والمنهج
الأفكار التي يُبنى عليها التغيير التاريخي يجب أن تكون كبيرة وعميقة بحجم هذا التغيير، وهذا دأب كل التغييرات الكبرى في التاريخ. وفضلا عن رسالات الأنبياء التي تعتبر هائلة بحجم الوحي فإن كل الثورات الكبرى في التاريخ كان ذات رؤية ومنهج وخطة.
فالثورة العباسية وضع رؤيتها إبراهيم الإمام والمبنية على أحقية أهل البيت بالسلطة واستغلال تذمُّر الناس من ظلم بني أمية، والثورة الفرنسية وضع رؤيتها عدد من المفكرين أمثال: جان جاك روسو وفولتير ومونتسكيو وأساسها الحرية والإخاء والمساواة، والثورة الأمريكية وضع رؤيتها بنيامين فرانكلين وتوماس جيفرسون، والثورة الروسية وضع رؤيتها ماركس وانجلز ونفذها لينين، والثورة الإيرانية وضع رؤيتها الخميني وهكذا.
ولا يمكن لأي رؤية أو منهج أن يكون لهما قيمة إلا بانتماء سواءً كان انتماءً قوميًا أو وطنيًا أو دينيًا، ولا يوجد انتماء أقوى من الانتماء إلى خط الأنبياء من آدم إلى محمد ﷺ، ثم مَن تبعهم من صحابة وتابعين وعلماء على منهاج النبوة. ولن يكون هذا الانتماء فاعلًا إلا إذا كان تلقائيا متغلغلًا في قلوب أصحابه، لا أن يكون مفتَعَلًا شعاراتيًا لمجرد جمع فئة للتغيير. وليس من الضروري أن يكون الانتماء واضحًا في أدبيات الثورة، فربما يكون قويا إلى درجة التسليم القلبي العميق الذي لا يحتاج إلى تصريح به في هذه الأدبيات.
دور الحوادث الكونية والكوارث والاختراعات
قد يحدُث التغيير بجهد بشري يتبناه شخص أو مجموعة ويحققون التغيير بعد اكتمال الشروط المذكورة وخاصة توفر الحاضنة الاجتماعية. لكن قد تمر على الشعوب عقود وقرون طويلة تبقى فيها الشعوب جامدة على نسق معين وترفض الخروج من دائرة الذل كما في حالة بني إسرائيل مع موسى، وحالة أوروبا في قرونهم المظلمة، وحالة العرب قبل الربيع العربي. وهنا تأتي كوارث طبيعية أو حروب أو تطورات تقنية أو غير ذلك مما يشاء الله تغير الوضع الاجتماعي بما يسمح بالتغيير.
من نماذج الكوارث الطبيعية مساهمة الموت الأسود الذي أصاب أوربا في القرن الرابع عشر الميلادي في تغيير اجتماعي فتح الباب أمام ما يسمى بالنهضة الأوربية، وذلك لأن الطاعون قضى على غالبية الفلاحين فاستطاع الأحياء منهم أن يفرضوا شروطًا على الإقطاعيين بسبب نُدرتهم فتغير الوضع الاجتماعي ومن ثَم انطلقت النهضة.
نموذج آخر مساهمة الجفاف الذي استغرق عدة سنوات في إسقاط إمبراطورية تانغ في الصين في القرن التاسع الميلادي وجفاف آخر أسقط إمبراطورية الخمير في الهند الصينية في القرن الرابع عشر الميلادي، وقبل ذلك التيه الذي أصاب بني إسرائيل أربعين سنة في الصحراء والذي صار سببا في إزالة آثار الذل والهوان.
ومن نماذج الحروب التي غيرت الوضع السياسي والاجتماعي حرب الثلاثين عامًا في شمال أوروبا التي أدت إلى صلح وستفاليا وهو السبب في ظهور الدولة القُطرية الحديثة وتحول القوميات إلى دول بعد أن كانت ممالك تتمدّد وتنكمش.
ومنها كذلك الحرب العالمية الأولى التي قضت على عدة إمبراطوريات وكانت سببًا في انطلاق ونجاح الثورة الروسية تحديدًا، والحرب العالمية الثانية التي فتحت المجال لمفهوم حقوق الإنسان وتحرُّر كثير من الدول من الاستعمار.
ومن نماذج أثر التقنية: اختراع الطباعة الذي أدى إلى أن تتحول حركة مارتن لوثر إلى أثر هائل في أوروبا، ولولا الطباعة لربّما دُفنت في مهدها.
ومن النماذج: الثورة الصناعية التي أدت إلى تضخُّم المدن وكثرة العمال مقارنة بالفلاحين مما أدى إلى ظهور الرأسمالية ونمو الطبقة البرجوازية وانتعاش الديموقراطية والنزعات الوطنية.
ومنها كذلك: الثورة المعلوماتية الحديثة ووسائل التواصل وأثرها في الربيع العربي والظاهرةِ الجهادية.
توفُّر هذه الشروط في مجتمعاتنا العربية وبلاد الحرمين
انطلاق الربيع العربي بحجمه الكبير كان دليلًا على أن الدول التي انطلق فيها قد توفرتْ فيها تلك الشروط ولو لم تكن بالشكل الكامل؛ حيث كان في تلك الدول طليعة مضحية، وحاضنة اجتماعية، وكان هناك رواد لكن لم يكونوا بالمستوى المطلوب، وكان هناك رؤية لكن لم تكن واضحة كما ينبغي، وهذا ما فتح الباب للثورة المضادة أن تُحاصِر هذه الثورات.
والانتكاسات والمضاعفات والفوضى التي حصلت ليست غريبة، بل قد حصلت مع الثورة الفرنسية والإنجليزية والأمريكية ولم تستقر أي من هذه الثورات إلا بعد مرور سنين أو عقود.
وكما ذُكر سابقا فإن الثورات التي تقودُها فئة لم تُنظّم نفسها مسبقًا تكون عُرضة لأنْ تمر بهذه الدورة: ثورة ثم ثورة مضادة ثم عودة إلى الثورة الأولى. في المقابل فإن محاولات إجهاض الثورة لم تنجح في الثورات التي تمتعت بقيادة قوية، ورؤية واضحة، مثل: الثورة العباسية والروسية والإيرانية.
أما الدول التي لم يشملها الربيع العربي والتي من بينها بلاد الحرمين فيصعُب تقدير توفُّر هذه الشروط؛ لأن القمع وثقافة السرية تمنع إجراء دراسة علميّة لهذه المجتمعات، لكن يغلب على الظن أن تراكم الظلم والفساد ومعاناة الناس وانتشار الوعي وتوفر وسائل التواصل تدفع باتجاه تشكُّل الحاضنة والطليعة. هذا فضلا عن بروز عدد لا بأس به من الرواد ووجود رؤية جادة وعملية مُنطلِقة من ثوابت الأمة، فلعل هذه المعطيات أن تجعلَ الثورة في هذه البلدان قاب قوسين أو أدنى.
لكن هل تنطلق الثورة بمبادرة من الرواد ثم استجابة الطليعة، أو تنطلق تفاعُلًا مع تداعيات نتيجة كارثة أو حرب إقليمية أو عالمية؟ الله أعلم